













المال

شاهدت في زيارتي أخيراً جنوب أفريقيا بلداً منصهراً بكامله في التضامن مع فلسطين. تظاهرات حاشدة لا تتوقّف في كل المدن والبلدات، في الأحياء والشوارع، ضدّ حرب الإبادة على غزّة، واجتماعات تضامنية بعشرات الآلاف، لا يملّ المشاركون فيها من مناقشة سبل دعم صمود الشعب الفلسطيني.

خلال الأيام الماضية تطوع البعض وبحماس منقطع النظير ولا يزال، لتقديم تفسيراته الخاصة لما حدث في تعز على خلفية مقتل الشهيدة افتهان المشهري، وتعمد هذا البعض تصفية حسابه مع القائد الذي لا يكذب أهله ولم يخذل تعز والوطن في الوقت العصيب.

من أقبح ذرائع الاعتقال الحوثي ذكرى 26 سبتمبر، حيث ارتقى فعل الاحتفاء بها إلى مصاف الزلات المحرمة في شرع المليشيات، وغدت المناسبة مدعاة للزج بالعشرات في المعتقلات، واعتقالهم بطريقة الاختطاف والإخفاء القسري، حتى وإن لم يثبت على الضحايا مظاهر احتفاء سبتمبرية صريحة تتجاوز تعليمات المنع العلنية.

لا تزال موجات التحريض والشيطنة تُشن ضد حزب الإصلاح، موجات متواترة تكشف انفصالًا واسعًا بين ما يُقال وما يحدث على أرض الواقع. كلما تأملنا هذا الخطاب المسموم، ازداد وضوح الفجوة بين ادعاءات الخصوم وحقيقة الوقائع الماثلة.

أفضل شراكات الاصلاح السياسية كانت مع صالح في ثمانينات القرن الماضي حتى 1996، فقد اسهمت في استقرار الدولة وبناء مؤسساتها، ودحر مهددات وجودية للدولة كحروب المناطق الوسطى وحرب الانفصال.

نعم، لا بد أن تكون العدالة أولاً، فوق كل الاعتبارات، فوق كل المصالح الضيقة، وفوق كل الحزبية التي تمزق النسيج المجتمعي. إن تطبيق الأحكام الشرعية والقانون يجب أن يكون المبدأ الأوحد الذي يُبنى عليه استقرار أي مجتمع، وأن يُرفع فوق كل شيء وقبل كل شيء.